الكسـب الحرام نتيجة عدم الثقـة بالرزق

مجموعـة مشكاة للفتـاوى الشرعية


بسم الله الرحمن الرحيـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
الكسـب الحرام نتيجة عدم الثقـة بالرزق/
فضيلـة الشيخ لدي استفسار عن مسألـة مهمة وسأورد لك القصة وأتـمنى أن تفيدني بـها جزاك الله خيراً.
فضيلـة الشيخ لي صديق مقيم في كندا ولـدى والده محل تـموينات، وللأسف من ضمن البضائع التي يبيعهـا هي المشربات الروحية ( الخمـور ) والعياذ بالله.
وصديقـي متذمر جدا وغير راغب أبـدا ببيع هذه الأشياء عندما يأخـذ مكان والده ليساعـده.
وأيضـا والده غير راغب في بيعها ولكـن ثلاثة أرباع زبائنهم يشترون من عندهـم هذه المشاريب وإن أوقفوا بيعها سيخسرون الكثير من زبائنهـم.
مـع العلم أن هذا المحل هـو المدخل الوحيد لمعيشتهم ومن الصعـب إيجاد مدخل للرزق فقرروا فتح هذا المحـل .
طبعـا بيع هذي الأشياء هي من المحرمـات وبائعها ملعون من الله ولكـن كمان ذكرت لك أن نيتهم ليسـت بيعها للربح.
وإنـما لكي لا يخسرون زبائنهم، فأكثـر الزبائن يشترون من عندهم حاجياتـهم ولا بد من أخذ واحدة مـن هذه المشروبات يوميا أي أنـها من أساسيات الشّعب الكنـدي كمان تعلم . فما الحكم في هذه الحـال ؟
الموضـوع الثاني قال لي صديقي : إنه أيضـا متذمر من هذا العمل في المحل لأن أغلـب أوقات الصلاة تفوته.
فقلـت له لما لا تغلق المحل 5 دقائق وتصلـي في المحل ( لأنه لا يوجد مساجد قريبة منهم ومنـزله بعيد عن هذا المحل )
فقـال لي: لا تجوز الصلاة في هذا المحـل لأنه بياع في الخمور وكونـها موجودة في المحل فهو مكان ليـس بطاهر وأيضا هذه المشروبات موزعة بالمحـل بكل الاتجاهات تقريبا.
فكيـف لي الصلاة ونظري يقع علـى هذه المشاريب وأحيانا الزبائن يرجعـون قوارير المشروبات ويقع بعض مـن السائل على الأرض إذا فهـو نجاسة والصـلاة لا تجوز إلا في المكان الطاهـر . فقلت له: إن النجاسة تحدد بأمـور معينة .
ولا أتذكـر أن منها سائل الخمر مع أنه محـرم ولكن هل يعتبر نجس والتبـس الأمر علينا في هذه النقطـة :
هـل الخمر نجسة مع أنـها محرمة ؟ وأيضا بعض الزبائـن يدخلون بكلابـهم داخل المحل .
أود منـك يا فضيلة الشيخ إفادتي بالموضـوع وهو هل يجوز لصديقـي أن يؤدي الصلاة في داخل هـذا المحل ؟
حـتى لو وضع سجادة للصلاة ليصلـي عليها؟ ارجوا الله أن يجعلها فـي موازين حسانك . وجزاك الله خيـرا .

جواب/ وعليكم السـلام ورحمة الله وبركاتـه، بورك فيك أخي الفاضـل.
بالنسبـة للمسألة الأولى فهذا العمـل وذاك القول نتيجة ضعف إيـمان وعدم ثقة برزق الله عز وجـل .
ومعلـوم أن الصحابة رضي الله عنهم أكلـوا ورق الشجر، وأكلوا الجلود – بلغـوا حدّ الاضطرار –
ومـع ذلك لم يأذن لهم النبي صلـى الله عليه على آله وسلم أن يتعاملـوا بالربا أو يبيعوا ما حـرّم الله .
وليعلـم ذلك الرجل الذي يتعامـل بالحرام أنه ملعون بفعله ذلـك، فالخمر ملعون فيها عشـرة . بغض النظر عن قصد البائع هـل هو لجلب الزبائن أو للتكسّـب .
وليعلـم أيضا أنه يتحمل وزره ووزر مـن يشتريها ويشربـها، وأنه ليس بـمعذور عند الله عز وجـل.
وأنـه يأتي يوم القيامة ويتمنّى أنـه افترش الأرض والتحف السماء أو أنـه كان زبالاً أو عاش فقيـرا ومات فقيرا ولم يتعامل بالحرام ساعة واحـدة .
وليعلـم أن من يتق الله يجعل له فَـرجاً ومخرجا، وأن من ترك شيئـا لله عوّضه الله خيرا منـه.
وأمـا المسألة الثانية: فصاحبها جمـع بين الآثام، والسلف كانوا يقولـون: المعصية تُنادي على أختهـا !
فبيعـه في هذا المحل هو الذي جعلـه يتهاون بالصلاة، وليـس بعذر أنه لا يُصلـي
فـإذا كان المسجد بعيدا بحيـث لو رُفِع الآذان من المسجد في وقـت معتدل دون وجـود حواجز فبلغه الصـوت.
فإنـه يجب عليه أن يؤدي الصلاة فـي المسجد لقوله صلى الله عليه علـى آله وسلم ( من سمع النداء فلـم يأته، فلا صلاة له إلا من عـذر ) رواه ابن ماجه، وهو حديـث صحيح .
وسـواء سمِع النداء أي الأذان أو كان في حُـكم ومنزلة من يسمـع النداء فهو يأخذ نفس الحكـم .
لأنـه في بلاد الكفر لا يُمكـن أن يُرفع النداء رغم تبجّحهم بالحـرية الشخصية !ومع أن أصوات النواقيس تصـمّ الأذان !!
المهـم إذا كان ليس في حُـكم من يسمع الأذان فإنه يُصلي حيث أدركتـه الصلاة، والصحيح أن الخمـر ليست بنجسة، وإن كان رأي جمـهور العلماء على أنـها نجسة .
وإذا وضـع سجادة صلاة أو قطعة سجـاد أو ( موكيت ) على الأرض وصلـى عليها لا يضرّه ما كان علـى الأرض .
وأمـا دخول الكلاب فهو مظنّـة تنجيس وليس بـمؤكد، وإذا كان يجد في نفسـه الحرج من آثار الكلاب فليبحـث عن مكان أو زاوية لا تصله الكـلاب .
وانقـل له نفس الرسالة السابقة فـي الاعتماد على الله في مصدر الـرزق، وخوّفهم بالله أن يتركوا هـذا العمل وسيجعل الله لهم من أمـرهم يُسرا .
وهنـاك أُناس كانوا يتعاملون بالربا فلمـا أرادوا التوبة وصدقوا فيهـا وفّقهم الله لمصادر رزق حـلال مبارك .
ولكـن يحتاج الأمر إلى صدق مـع الله، لا إلى امتحان الله عز وجـل! بأن يُجرّب فإنه رُزِق وإلا رجـع!! فقد يبتليه الله ليعلم صدقـه معه. والله تعالى أعلى وأعلـم .

فلا تســأل إلا الله تعالـى

مشكوووور اخي

مشكووووووووووووووور اخي

الله لا يحرمنا منك

مشكور يا اخي

مشكوووووووووووووووووووووور

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووور

مشكور ما قصرت..............